إعلان الرئيسية العرض كامل

إعلان أعلي المقال


كشفت نتائج الدورة الشتوية التي ظهرت مؤخرا، تفوق» البنات»/ الطالبات على الطلاب «الذكور». وهو ما يؤكده كثير من الاهالي ان الفتيات اكثر قدرة من الشباب على تحصيل علامات عالية في مختلف المراحل الدراسية ، ويعزون هذه الظاهرة الى ان الاولاد الذكور يميلون الى قضاء اوقات اطول في نشاطات لامنهجية تعتمد بالدرجة الاولى على الحركة وممارسة الجهد البدني ، في حين ان الفتيات يقضين معظم الاوقات في المذاكرة او المطالعة وهن بطبيعتهن يتجنبن الرياضات التي تحتاج لجهد بدني قوي ، وهذا يعني بالضرورة ان الوقت الذي تقضيه الفتاة في المذاكرة اكثير بكثير من الوقت الذي يخصصه الاولاد لمراجعة دروسهم ، ولكن ايضا هناك مقولة سائدة بأن الفتيات اكثر تركيزا من الاولاد وهن اكثر استيعابا منهم ولكن على الصعيد العلمي البحت لا شيء يثبت هذا حسب ما يقوله الخبراء .

انشغال الشباب.

الطالبة الجامعية نور سليمان قالت ان تفوق الاناث على الذكور في التحصيل العلمي مرده إلى أن الذكور يقضون وقتا أطول خارج منازلهم ، فهم مشغولون بتكوين علاقات اجتماعية وعلاقات صداقة مع الآخرين ، الأمر الذي يعد أكثر أهمية بالنسبة لهم من قضاء ساعات طويلة في الدراسة والمذاكرة ، كما ان الشباب بشكل عام لا يتحملون البقاء لساعات طويلة في المنزل لذا تجدهم يتذرعون بأي شيء من اجل الخروج ، وهذا ينعكس على تحصيلهم الدراسي ، وايضا نلاحظ مؤخرا أن فرص الفتاة في الزواج بالشخص المناسب يرتبط باحيان كثيرة بشهادتها فالشاب يحاول أن يبحث عن الفتاة التي تمتلك شهادة جامعية حتى تتمكن من مساعدته في تحمل أعباء الحياة، الأمر الذي دفع بالكثير من الفتيات للاجتهاد للحصول على أعلى الدرجات والشهادات ، حتى تظفر برجل يستطيع أن يجعلها تعيش وأبناؤها في مستوى اجتماعي واقتصادي مقبول.

غير صحيح.

الطالب عمار عبد العزيز طالب جامعي قال ان هذه الظاهرة تربط بالعصر الحديث فقط لأنه في الماضي كان اغلب العلماء من الرجال ، ولكن الشيء الذي سبب هذه الظاهرة في هذه الايام هو ان الشاب على الاغلب لا يخصص الوقت الكافي للمذاكرة كما تفعل الفتيات ، وهذا يعود لأن الشاب يمضي الكثير من الوقت في نشاطات اخرى لا تميل اليها الفتيات ، اما القول بأن الفتيات اكثر قدرة على التركيز من الشباب فهذا امر غير صحيح ولا يوجد عليه اي دليل علمي ، وكل ما في الامر ان البنت تقضي وقتا اطول في المذاكرة من الشاب ولاسباب مختلفة اولها أن الأنثى بطبيعتها أكثر هدوءا من الذكر ، و هذا الهدوء يجعل بمقدورها مسك الكتاب و قضاء ساعات طويلة في المذاكرة ، على عكس الذكر الذي لا يستطيع الجلوس و قضاء أوقات طويلة في القراءة و المذاكرة ، كما ان الضوابط الاجتماعية التي تمنع الأنثى إن صح التعبير من القيام بأنشطة خارجية ، مثل اللعب في الشارع ، و الخروج مع الأصحاب ، وغيرهما من النشاطات يؤدي إلى وجود أوقات فراغ اكثر لديها من الذكر، ما يؤدي إلى زيادة ساعات الدراسة



مثابرة الفتيات .

امينة حماد طالبة جامعية قالت ان الحديث عن فروق جوهرية بين الفتاة والشاب حديث غير دقيق ، والمسألة باختصار ان هناك من يبذل جهدًا ويدرس ويثابر من اجل ان يتفوق في الدراسة ، والدليل على ذلك ان هناك أولادًا بين المتفوقين وايضا هناك بنات متفوقات ، ولكن الذي يحدث في الغالب ان بعض الطلاب تحديدا يقوم بممارسات خاطئة ، كتأجيل الدراسة الى وقت الامتحان وعدم تنظيم وقتهم ما بين المذاكرة وبقية النشاطات ، اما بالنسبة للبنات فالبيئة في المجتمع الشرقي لا تسمح للبنت بالخروج وممارسة الهوايات والنشاطات خارج المنزل مثلما تسمح للولد ، ما يؤدي الى ان تجد الفتاة ان المتنفس الوحيد لها هو الخروج الى المدرسة او الى الجامعة ، فتجدها تجد وتجتهد من اجل ان تحافظ على هذا المكتسب الذي يعتبر فرصة كبيرة لها ايضا لاثبات نفسها ، وتحسين فرصها في اختيار شريك العمر ، من خلال حصولها على تأهيل علمي مميز ، يؤدي بالضرورة الى وظيفة جيدة من ناحية مرتبتها الاجتماعية ومردودها المادي .

بحاجة الى دراسة .

د.عودة عبد الجواد أبو سنينة ، أستاذ المناهج والتدريس في جامعة عمان العربية ، أشار إلى أن قضية تحصيل الإناث أكثر من الذكور هي قضية تحتاج إلى أبحاث ودراسات وعينات بحثية كثيرة ، وعلى مراحل دراسية مختلفة ، حتى نستطيع أن نطلق هذا التعميم ( بأن الإناث أكثر تحصيلا من الذكور ) ، والمعروف أن هناك عواملَ كثيرة تؤثر في التحصيل لدى الذكور والإناث ، ومن هذه العوامل البيئة التعليمية ، والدافعية نحو التعلم ، والمنهاج والنمو والنضج ، والذكاء والمعلم والمدرسة ، واهتمام أولياء الأمور ، كلها عوامل يجب أن نأخذها كعوامل مؤثرة في التحصيل للذكور والإناث ، أما إذا فرضنا أن ذلك صحيحا فإني استطيع أن أقول أن هناك مواد تتفوق بها الإناث أكثر من الذكور ، وبخاصة المواد التي تتطلب الحفظ ، أما الطلبة الذكور فقد يتفوقون في التحصيل الذي يتطلب عمليات عقلية عليا ، أو تدريبا عمليا ميدانيا ، وقد يكون هناك تفوق يعود إلى البيئة التعليمية والمتابعة كلما اهتم الأهل بالطالب أو الطالبة ، فهنا يظهر الفرق في التحصيل لصالح من تكون بيئتهم غنية بمصادر التعلم والمتابعة .



التنوع الاجتماعي.

ويضيف ابو سنينة ان هناك دراساتْ أثبتت أن الذكور لديهم ذكاءّ اعلى من الإناث ، ولكن الإناث يدرسن بشكل أكثر ، وهناك فروق في التحصيل قد تظهر في المراحل العليا ولا تظهر في المراحل الدراسية الدنيا ، وبين أبو سنينة أن الإناث لا يدرسن أكثر من الذكور ولكن يدرسن بشكل طبيعي وعادي ، في حين أن الذكور يدرسون بشكل اقل من العادي ، وهناك صفات للإناث تلعب دورا كبيرا في التحصيل ، ألا وهي الجد والمثابرة والاجتهاد أكثر من الذكور ، وهنا قد تظهر الفروق لديهن ،

كما أن الطالبات يمكثن في المنزل أكثر من الذكور وهذا يجعلهن يدرسن أكثر ، وقد يكون هذا خوفا من أعمال منزلية قد يعملن بها ، وتكون الدراسة متنفسا لهن للهروب من هذه الأعمال المنزلية ، أما الذكور فوجودهم في المنزل اقل بكثير من الإناث وهذا يؤثر على دراستهم ، وهو ناتج عن التنوع الاجتماعي فالأهل يغضون النظر عن وجود الذكور خارج المنزل لفترات طويلة بعكس الإناث ، ما يعطيهن المجال للدراسة والتحصيل .
منقول
    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع توجيهي جديد ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)

إعلان أسفل المقال